نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

احكام البيوع
٣٤٧
أو كبيرا إلى أجله ) ؟ وقد قال المالكيون فى ذلك : هو فرض وقالواههنا : هو ندب تحكما بلا برهان ، و كذلك قوله تعالى : ( و آتو هم من مال الله الذى آتاكم ) وقد قال الشافعيون: انه فرض وقالوا ههنا : هو ندب تحكما بلا دليل ، وكذلك قوله تعالى : ( مقام ابراهيم و من دخله كان آمنا ) فقال الحنيفيون : هذا فرض ولا يقام بمكة حد، وقالواههنا : هو ندب تحكما بلاحجة ، وأى فرق بين أمره تعالى بالاشهاد . والكتاب وبين أمره تعالى بما أمر فى كفارة الايمان . وكفارة الظهار . وحكم الايلا. . وحكم اللعان ، وسائر أوامر القرآن ؟ ونعوذ بالله من أن نجعل القرآن عضين فنو جب بعضا و نلغى بعضا * فان ذكروا قول الله تعالى : ( فان أمن بعضكم بعضا فليؤ دالذى اؤتمن أمانته ) قلنا : هذا مردود على ما يتصل به من الرهن ولا يجوز أن يحمل على اسقاط وجوب الأمر بالاشهاد . والكتاب بالدعوى بلا برهان ، وكذلك من قال : هو فرض على الكفاية لان كل ذلك دعوى عارية من البرهان وما كان بهذه الصفة فهو باطل مطرح قال تعالى : ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) ومن أطرف شيء مبادرتهم اذا ادعوا في شيء من أوامر القرآن انه ندب فقلنا لهم : ما برهانكم على هذه الدعوى؟ قالوا : قول الله تعالى: ( واذا حللتم فاصطادوا) ( فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض ) فقلنا لهم : ان هذا لعجب اليت شعرى فى أى دين وجدتم أم فى أى عقل انه اذا صبح فى أمر من أوامر الله تعالى انه منسوخ أو أنه ندب وجب أن تحمل سائر أوامره تعالى على أنها منسوخة وعلى أنها ندب ؟ فما سمع بالعجب من هذا الاحتجاج الفاسد ! اذ قصدوا به هدم القرآن بلا برهان ، ولا فرق بين فعلهم هذا ههنا و بين من قصد إلى أى آية شاء من القرآن فقال : هي منسوخة فاذا قيل له : ما برهانك على ذلك قال : نسخ الله تعالى الاستقبال الى بيت المقدس و نسخه لاعداد المتوفى عنها سنة * قال أبو محمد : ونحن لا ننكر وجود النسخ (۱) في بعض الأوامر أو كونه على الندب أو على الخصوص اذاجاء نص آخر ببيان ذلك وأما بالدعوى فلا ، فإذا صح في أمر من القرآن أو السنة انه منسوخ ، أو مندوب . أو مخصوص بنص آخر قلنا بذلك ولم نتعده بهذا الحكم الى مالم يأت فيه دليل يصرفه عن موضوعه و مقتضاه . قال على : واحتجوا بالخبر المأثور من طريق الزهرى عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن عمه أخبره أن رسول الله عمال ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي الله يعطيه الثمن فاسرع الني الا الله وأبطأ الأعرابى فطفق رجال يساومون الاعرابى بالفرس وزيد على السوم فنادى الأعرابي الذي علا الله و ان كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه والابعته فقال له (۱) في النسخة رقم ١٤ ( وجوه النسخ
*