نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

إنما الأعمال بالنيات
كَانَ عَطَاهُ رَبِّكَ مَحْظُورًا
ا [الإسراء: ٢٠].
۱۳
وعنه فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «أنا أغنى
الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته
وشركه» (۱)
وفي رواية للإمام أحمد أن الله عز وجل يقول للمرائين يوم القيامة : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» (۲).
فقضية الإخلاص، إخوتي في الله قضية كبرى في الإسلام، وقد
قالوا في تعريفه : أن لا تريد إلا الله بعملك.
وقالوا : أن لا تريد مكافئاً غير الله .
وقالوا: هو أن تعمل العمل لا يهمك مدح الناس ولا ذمهم، وأن لا تزيد بمدح الناس طاعة وأن لا تنقص بذمهم الطاعة. وقالوا : الإخلاص هو الذي لا يطلع عليه بشر فيفسده، ولا ملك
فيكتبه، ولا يطلع عليه إلا علام الغيوب.
وللمخلص ثلاث علامات :
أولها: لا يزيد بالمدح ولا ينقص بالذم، لأنه قد جعل مقصوده الله تبارك وتعالى فهو لا يريد به إلا الله، ولا يزيده مدح المادح ولا ذم الذام، فإن الذي منحه زين وذمه شين هو الله . وفي السيرة لابن إسحاق وابن هشام أن وفد بني تميم الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت القيلولة فقالوا: يا محمد اخرج إلينا، مدحنا زين
وذمنا شين .
(۱) رواه مسلم برقم (٧٤٢٤). (۲) رواه أحمد برقم (٢٣٢٤٦).
أتوا