نص الكتاب
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB |
يرجى المحاولة مرة أخرى بعد تحميل الملف المُصوّر
تدوير:
(0)
# | اسم الملف | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB |
الكتاب المُصوّر
فيها طربا فأقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي
عيش طيب) (۱)
قالَ ابْنُ القيم رحمه الله تعالى : سَمِعْت شَيْخ الإِسْلَام ابْنَ تَيْمِيَّة قدَّسَ اللهُ رُوحَهُ يَقُولُ : إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةَ مَنْ لَمْ يَدْخُلُهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةِ الْآخِرَةِ ، يَعْنِي الْكُتُبَ قَالَ : وَقَالَ لِي مَرَّةَ : مَا يَصْنَعُ أعْدَائِي بي أنا جَنَّتِي وَبُسْتَانِي فِي صَدْرِي أَيْنَ رُحْت فَهِيَ مَعِي لا تفارقني ، أنا حَبْسِي خَلْوَةٌ ، وَقَتْلِي شَهَادَةٌ ، وَإِخْرَاجِي مِنْ بَلَدِي سِيَاحَة وَقَالَ لِي مَرَّةَ : َالْمَحْبُوسُ مَنْ حُبِسَ قَلْبُهُ عَنْ رَبِّهِ ، وَالْمَأْسُورُ مَنْ أَسَرَهُ هَوَاهُ .
قالَ : وَعَلِمَ اللَّهُ مَا رَأَيْت أَحَدًا أطيبُ عَيْشَا مِنْهُ قَط مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ ضيق العَيْشِ وَخَلَاقٍ الرَّفاهِيَةِ وَالنَّعِيمِ بَلْ ضِدَّهَا مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْحَبْسِ وَالتَّهْدِيدِ وَالْإِرْجَافِ وَهُوَ مَعَ ذلِكَ أَطْيَبُ النَّاسِ عَيْشًا وَأَشْرَحُهُمْ صَدْرًا ، وَأقْوَاهُمْ قُلَبًا وَأَسَرَّهُمْ نَفْسًا تلوحُ نضرَة النَّعِيمِ عَلَى وَجْهِهِ قَالَ : وَكُنَّا إِذا اشْتَدَّ بنَا الْخَوْفُ وَسَاءَتْ مِنَا الظُّنُّونُ وَضَاقت بنا الأرْضُ أَتَيْنَاهُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ دْرَاهُ وَتَسْمَعَ كَلامَهُ فَيَذْهَبَ ذلِكَ كُلَّهُ ، وَيَنْقَلِبَ انْشِرَاحًا وَقُوَّةَ وَيَقِينَا وَطَمَانِينَةٌ ، فَسُبْحَانَ مَنْ أَشْهَدَ عِبَادَهُ جَنَّتَهُ قَبْلَ لِقَائِهِ وَفَتَحَ
(۱) البداية والنهاية - ( ۱۰ / ۲۸۰) فيض القدير - (١ / ٥٦٧)