أعلام السنة المنشورة لإعتقاد الطائفة الناجية المنصورة - الحكمي - ط الرشد

حافظ بن أحمد الحكمي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

أعلام السنة المنشورة
ليَعبُدُونِ ﴾ [الذاريات : ٥٦] الآيات (١)
س : ما معنى العبد ؟
ج: العبد إن أريد به المعبد - أي المذلل المسخّر - فهو بهذا المعنى شامل الجميع
المخلوقات، من العوالم العلوية والسفلية من عاقل ،وغيره ، ورَطّب ويابس .
و متحرك وساكن، وظاهر وكامن ومؤمن وكافر ، و بَر ،وفاجر وغير ذلك
(۲)
،
الكل مخلوق الله عز وجل مَربُوب له، مسخّر بتسخيره، ومدبر بتدبيره، ولكل منها رسم (٢) يقف عليه، وحد ينتهي إليه ، كل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة و ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ (۳) وتدبير العدل الحكيم، وإن ﴿ أريد به العابد المحب المتذلل ، خص ذلك بالمؤمنين الذين هم عباده المكرمون ،
وأولياؤه المتقون، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٤)
س : ما هي العبادة ؟
ج : العبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضـــاه مـن الأقــــوال : والأعمال الظاهرة والباطنة، والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده (٥)
(۱) هذه الآيات استدل بها الشيخ على أن الله تعالى لم يخلق الخلق عبنا، وإنما خلقهم لعبادته
وحده لا شريك له .
(۲) رسم الرسم هو الأثر، ورسم الدار ما كان من آثارها لاصقا بالأرض مختار الصحاح :
ص ٢٤٣ .
،
(۳) سورة يس جزء من آية ۳۸ وهي : ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَةٍ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَليم ) . (٤) يفهم هذا من قوله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ امَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس : ٦٢ - ٤٦٣ .
(٥) هذا التعريف للعبادة عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى انظر : «كتاب العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية» ص ٤ .