الفتوحات القدوسية في شرح المقدمة الآجرومية

أحمد بن عجيبة الحسني أبو العباس

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

متن الآجرومية
13
راكبًا، وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ مُسْرَجًا، ولَقِيتُ عَبْدَ اللهِ رَاكِبًا، وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ. وَلَا يَكُونُ الحَالُ إِلَّا نَكِرَةٌ وَلَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ، وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلَّا مَعْرِفَةٌ. بَابُ التَّمْبِينِ
التَّمْيِيرُ هُوَ الاِسْمُ المَنْصُوبُ المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ، نَحْوُ قَوْلِكَ : تَصَبَّبَ زيْدٌ عَرَقًا، وَتَفَقَّا بَكْرٌ شَحْمًا ، وَطَابَ مُحَمَّدٌ نَفْسًا ، وَاشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ غُلَامًا، وَمَلَكْتُ تِسْعِينَ نَعْجَةً، وَزَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْكَ أَبًا ، وَأَجْمَلُ مِنْكَ وَجْهَا. وَلَا يَكُونُ التَّمْيِيرُ إِلَّا نَكِرَةٌ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ .
بَابُ الاسْتِثْنَاءِ
وَحُرُوفُ الاسْتِثْنَاءِ ثَمَانِيَةٌ، وَهِيَ : إِلَّا ، وَغَيْرُ ، وَسِوَى، وَسُوَى، وَسَوَاءٌ، وَخَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا. فَالْمُسْتَقْنَى بِإِلَّا يُنْصَبْ إِذَا كَانَ الْكَلَامُ مُوجَبًا تَامَّا نَحْوُ : قَامَ الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا وَخَرَجَ النَّاسُ إِلَّا عَمْروا، وَإِنْ كَانَ الْكَلامُ مَنْفِيًّا تَامَّا جَازَ فِيهِ الْبَدَلُ وَالنَّصْبُ على الاستثناء، نَحْوُ : مَا قَامَ أَحَدٌ إِلَّا زَيْدٌ وَإِلَّا زَيْدًا. وَإِنْ كَانَ الكَلَامُ نَاقِصًا كَانَ عَلَى
حَسَبِ العَوَامِلِ، نَحْوُ : مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ، وَمَا ضَرَبْتُ إِلَّا زَيْدًا، وَمَا مَرَرْتُ إِلَّا بِزَيْدٍ. وَالمُسْتَثْنَى بِغَيْرِ، وَسِوّى وَسُوّى وَسَوَاءٍ مَجْرُورٌ لَا غَيْرُ. وَالمُسْتَثْنَى بِخَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا، يَجُوزُ نَصْبُهُ وَجَرُّهُ، نَحْوُ : قَامَ الْقَوْمُ خَلَا زِيدًا وزيْدٍ، وَعَدَا عَمْروا وعَمْرٍو، وَحَاشَا بَكْراً وبَكْرٍ.
بَابُ لَا
اعْلَمْ أَنَّ لَا تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينِ إِذَا بَاشَرَتِ النَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ لَا ، نَحْوُ : لا رَجُلَ فِي الدَّارِ ، فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وجَبَ الرَّفْعُ وَوَجَبَ تِكْرَارُ لَا ، نَحْوُ : لَا فِي الدَّارِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ فَإِنْ تَكَرَّرَتْ لَا جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا ، فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرَأَةَ وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ لَا رَجُلٌ فِي الدَّارِ وَلَا امْرَأَةٌ.
بَابُ المُنَادَى
المُنَادَى خَمْسَةُ أَنْوَاعِ : المُفْرَدُ العَلَمُ ، وَالنَّكِرَةُ المَقْصُودَةُ، وَالنَّكِرَةُ غَيْرُ لمَقْصُودَةِ، وَالمُضَافُ، وَالمُسبَّهُ بِالْمُضَافِ. فَأَمَّا المُفْرَدُ الْعَلَمُ وَالنَّكِرَةُ المَقْصُودَةُ فَيُبْنَيَانِ
عَلَى :
الضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينِ، نَحْوُ : يَا زَيْدُ وَيَا رَجُلُ وَالثَّلَاثَةُ البَاقِيَةُ مَنْصُوبَةٌ لَا غَيْرُ.