نص الكتاب

الكتاب المُصوّر


قال : « نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلا نطلب بغير الله بديلا » فأتى بيردون ، فطرح عليه قطيقة بلا سرج ولا رحل ، فركبه بها ، فقال : احبسوا احبسوا ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا . فأتى بجمله فركبه وقالوا : لما قدم عمر الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ، ونزع خفيه ، فأمسكها
بيده ، وخاض الماء ومعه بعيره !.
فصك
فقال له أبو عبيدة: قد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض، صنعت كذا وكذا في صدره ... وقال : أو لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة !.. إنكم كنتم أذل الناس ، وأحقر الناس ، وأقل الناس ، فأعزكم الله بالإسلام ، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم
عمر
الله ! » يا للعظمة ياعمر ! ... إنك ترتفع .. حتى على مقام أبي عبيدة ... ارتفاعا بعيدا ! . مهما تطلبو العز بغيره يذلكم الله .. فليسمع العالم الإسلامي ، وليسمع العالم العربي . مهما حاولوا العزة الدولية بغير تطبيق الإسلام فى مجتمعاتهم وأمرهم كله ، يذلهم الله ! . وهذا القول من عمر ، ينبغى أن تدرسه الجماهير والحكومات المسلمة ، وأن نراجع
.
أنفسنا على أساس منه ... فعمر ينطق بالحق دائما ... وكلامه خالد خلود الحقائق ولقد جربت الأمم الإسلامية، محاولة النهوض من كبوتها ، والوقوف من تخلفها ،
·
فارتدت خاسئة وهى حسيرة ... ذلك أنها التمست العر بغير الاسلام فلم تزدد إلا ذلا ولو أنها تنادت فيما بينها بالاسلام ، لا لتأم شملها ، واتحد افتراقها ، وانطلقت في المجال الدولى كتلة واحدة لها دينها ، ولها سياستها المستقلة ، لا شرقية ولا غربية .
آه ... لو عقل الساسة قولك ياعمر ... ثم آه !.
معاهدة بيت المقدس ؟
فلما عرف قواد عمر مقدمه إلى الجابية ... ساروا اليه يتقدمهم يزيد بن أبي سفيان ، ثم أبو عبيدة ، ثم خالد بن الوليد ، على الجند في عرض يأخذ بالأبصار !