نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهرُ العَلَمُ إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ يكادُ يُمسك عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يُغضي حياء ويُغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا قصيدة طويلة، قال : فأمر هشام بحبس الفرزدق فحبس بعسفان وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس، فردها وقال : ما قلت ذلك إلا غضباً لله ولرسوله، فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد علم الله نيتك ورأى مكانتك.
وهي
وقال في هشام:
أيحبسني بين المدينة والتي إليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأساً لم يكن رأس سيد وعينين حولاوين بادٍ عيوبها (۱) وكان أبو جعفر الباقر أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة ،والرزانة وكان أهلاً للخلافة وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تقول الشيعة الإمامية بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدين، فلا عصمة إلا للملائكة والنبيين وكل أحد يصيب ويخطىء، ويؤخذ من قوله ويُترك، سوى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه معصوم مؤيد بالوحي.
وشهر أبو جعفر بالباقر من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه، ولقد كان أبو جعفر إماماً مجتهداً تالياً لكتاب الله كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزناد وربيعة، ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب، فلا تحابيه ولا نحيف عليه، ونُحبه في الله لما تجمع فيه من صفات الكمال (۲) .
.٣٩٩/٤
.٤٠٢/٤
٢٩٦
ج
ج
(1)
(۲)