المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي - شراب - ط القلم والشامية 1-2

محمد محمد حسن شراب

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

أحكام البيوع - فأقيم يعقوب فيمن أقيم فجاء إلى عثمان فأخبره فأعطاه مزود تبر قراضاً على النصف وقال له : إن جاءَكَ مَنْ يعترضك فقل: المال لعثمان، فقال ذلك فلم يقم، فجاء ،بمزودين مزود رأس المال ومزود ربح [عن التراتيب ٢٦/٢ ، نقلاً عن مقدمة ابن رشد].
.
أما الجهات التي كانت تأتي منها البضائع إلى المدينة: في العصر النبوي، والقرن الأول فهي المدينة ونواحيها ،والبادية والطائف، وهجر ـ الإحساء ـ واليمن والشام ،بُصرى والبلقاء، وغزة هاشم .. والعراق، ومصر. وفي تاريخ الخلفاء، للسيوطي أن عمر بن الخطاب أول مَنْ حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة وذلك في الخليج الذي فتح بعد فتح مصر ..، وكان يمتد في القسطاط (القاهرة القديمة إلى السويس. والذي تولّى حفره، عمرو بن العاص في خلافة عمر، وعرف بخليج أمير المؤمنين.. وسبب حفره أن الناس في المدينة قحطوا أيام عمر - عام الرمادة ـ فأعانهم عمرو بن ـ العاص بعير أولها كان بالمدينة، وآخرها بمصر، فأمر عمر بفتح هذا الخليج ليتيسر النقل في البحر، بدل الظهر، فلم يأت الحولُ حتى سارت فيه السفن، فصار يُحمل فيه ما يُرادُ للحَرَمين .. قال المقريزي في الخطط .. ثم غلب عليه الرمل فانقطع آخر الدولة الأموية . وقيل : إنه بقي مفتوحاً إلى زمن أبي جعفر المنصور، ولما ظهر محمد النفس الزكية، أمر عامله على مصر بردم خلیج مصر لقطع الميرة عن البلاد الحجازية، فَردِم، وصار نسياً منسياً.
-
وإذا صح هذا الخبر، فإنه يُعدُّ نقطة سوداء مظلمة في تاريخ الدولة العباسية .. وأنا لا أستبعد حصول ذلك، في غياب الدين، وحضور الدنيا، فدولة بني العباس بدأت وقامت على الانتقام وسفك الدماء والغدر بالأصدقاء: لقد سفكوا من دماء الأمويين ما لا يحلُّ في كتاب الله وغدروا ببني هاشم الذين نالوا الخلافة باسمهم، بل غدر المنصور بأبي مسلم الخراساني الذي أقام لهم الدولة، ثم غدر بعمه عيسى بن علي..
۳۲۷