Text

PDF

لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده ، وهزم
الأحزاب وجده .
يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم ؟...
قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
قال عليه السلام : اذهبوا فأنتم الطلقاء » (۱)
وعندما وصلت هذه الكلمات إلى أذن قتادة أخذ يردّد بينه وبين نفسه قول الله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم (۲) .
لم يعاقب النبي عل هؤلاء الذين أخرجوه من بلده..
ولم يفكر لحظة في إيقاع الأذى بهم، وهم طالما آذوه ونالوا منه وتقولوا عليه
الأقاويل . فهو الرحمة المهداة الذي خفف عن المكروبين كربانهم .
وهو العادل الأمين الذي ساوى بين الموسرين والمحتاجين.
وهذا ما جعل قتادة وغيره من الصحابة يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل
الله ، وفداء للرسول الكريم ..
ثم كانت أحداث وأحداث ...
وتم الدين وبلغت الرسالة، وبلغ الكتاب أجله ، وتوفي رسول الله عالم وتبعه رفيقه وصاحبه في الغار أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، في سنة ثلاث وعشرين هجرية ،
(۱) البداية والنهاية لابن كثير.
(۲) سورة القلم آية رقم ٣ .
۱۲۱