عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير - شاكر 1-5

ابن كثير - أحمد محمد شاكر

Text

PDF

في تفسير آية الكرسي (١)
سورة آل عمران : ١ - ٦
۲۱۷
وقوله "نزل عليك الكتاب بالحق “ يعني : نزل عليك القرآن – يا محمد -
بالحق ، أي : لا شك فيه ولا ريب ، بل هو منزل من الله عز وجل ، أنزله
وو
66
66
بعلمه والملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيداً . وقوله " مصدقاً لما بين يديه أي: من الكتب المنزلة قبله من السماء ، على عباد الله الأنبياء . فهى تصدقه بما أخبرت به وبشرت فى قديم الزمان ، وهو يصدقها ، لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت ، من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ، 1 وإنزال القرآن العظيم عليه ] . وقوله ” وأنزل التوراة “ أي : على موسى بن عمران ” والإنجيل " أي : على عيسى ابن مريم " من قبل " أي : من قبل هذا القرآن ” هدى للناس " أي : في زمانهما " وأنزل الفرقان “ وهو الفارق بين الهدى والضلال ، والحق والباطل ، والغى والرشاد ، بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات ، والدلائل الواضحات ، والبراهين القاطعات ، ويبينه ويوضحه ، ويفسره ويقرره ، ويرشده إليه وينبه عليه - من ذلك . وقال قتادة والربيع بز أنس ” الفرقان “ ههنا : القرآن. واختار ابن جرير أنه مصدر ههنا ، لتقدم ذكر القرآن فى قوله " نزل عليك الكتاب بالحق " وهو القرآن . وقوله "إن الذين كفروا بآيات الله " أى : جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل " لهم عذاب شديد ، أي القيامة " والله عزيز " أي : منيع الجناب عظيم السلطان
وو
:
يوم
وو
وو
وو
ذو انتقام " أي : ممن كذب بآياته وخالف رسله الكرام وأنبياءه العظام . إِنَّ اللَّهَ لَا يَخفَى عَلَيْهِ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّماءِ هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاهِ، لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وو
66
يخبر تعالى أنه يعلم غيب السموات والأرض ، لا يخفى عليه شيء من ذلك هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء " أي : يخلقكم في الأرحام كما يشاء ، من ذكر وأنثى ، وحسن وقبيح ، وشقى وسعيد " لا إله إلا هو العزيز
(۱) ص : ١٦١ من هذا الجزء .
وو