أعلام السنة المنشورة لإعتقاد الطائفة الناجية المنصورة - الحكمي - ط الرشد

حافظ بن أحمد الحكمي

Text

PDF

أعلام السنة المنشورة
س : متى يكون العمل عبادة ؟
ج : إذا أكمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل، قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبَّالِلَّهِ ﴾ [البقرة : ١٦٥] ، وقال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴾ [المؤمنون : ٥٧] . وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَرِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَب وَكَانُوا لَنَا خَشِعِينَ ﴾ [الأنبياء : ٩٠].
س: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟
ج:
: علامة ذلك أن يحب ما يحبه الله تعالى، ويبغض ما يسخطه، فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ويوالي ،أولياءه ويعادي أعداءه، ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه
(1)
س : بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ؟
ج : عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل، وإنزاله الكتب، أمراً بما يحبه الله
ويرضاه، ناهيا عما يكرهه ويأباه، وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة، وظهرت حكمته البالغة، قال الله تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةُ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء : ١٦٥]، وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [آل عمران : ٣١]. س : كم شروط العبادة ؟ ج : ثلاثة : الأول: صدق العزيمة وهو شرط في وجودها، والثاني :
(1) يشير إلى ما رواه أحمد عن البراء بن عازب، وفيه: «إن أوثق عرى الإيمان أن تُحب في الله وتبغض في الله» ، المسند ٤ / ٢٨٦ ، وما أخرجه الطبراني والبغوي بلفظ : «أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في ، والحب في الله والبغض في الله » . ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٢ رقم ٩٩٨ .
الله