Text

PDF

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
(1)
ربَّما كان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر يُدْرِكُ حجم الإساءة التي ستسببها محاضرته التي ألقاها في جامعة ريجنسبرغ بألمانيا في (٩/١٢/ ٢٠٠٦م في حق الإسلام والمسلمين ولكنه - بيقين - لم يكن يدرك أنها ستقدم - في الوقت نفسه - وثيقةً تاريخيَّةً هامة في إدانة العنصرية الإغريقية، التي انطلق منها للطعن في دين الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه
وسلم.
كانت تلك المحاضرة تحت عنوان: الإيمان والعقل والجامعة ذكريات وتأملات»، وتطرّق فيها إلى إشكاليّة العلاقة بين العقل والإيمان، وهي إشكالية يعاني منها الفكر النَّصراني المتهوك، وتتجلى في أوضح صُوَرِها في قولهم: اتَّخذ الله وَلَدًا! وفي إثبات الأقانيم الثلاثة، وفي فلسفة الصَّلْبِ ،والخلاص، لكن البابا لم يعرّج على شيءٍ من هذه القضايا الكبرى، وإنَّما قَفَز إلى بيان فضل الفلسفة الإغريقيَّة في التوفيق بين العقل والإيمان، من خلال الاستشهاد بفقرات من حوار جرى بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني (ت : ٨٢٨هـ / (١٤٢٥م ومثقف فارسي مسلم، في أنقرة سنة (٧٩٣هـ/ ۱۳۹۱م) : حيث طرح الإمبراطور على محاوره بشكل مفاجئ وقاس سؤالاً