Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0004244 | |||
2 | KTBp_0004244 |
Please try again after the PDF file is loaded
Rotate
(0)
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0004244 | |||
2 | KTBp_0004244 |
۵۱۹
شهادة » (٦٥٤) وقوله « ان فى الدنيا جنة لن يدخل جنة الآخرة من لم يدخلها » (٦٥٥) .
والنقد
وبعد ، فقد رأينا مما سبق كيف انفرد ابن تيمية في شرحه للنصوص بعدة خصائص ، منها ما نجده فى هذا المزج الفريد بين النص والعقل . ثم عرضه للمضمون الروحي للاسلام مستخدما النصوص دون أن يسلك هـو نفسه طريق الصوفية ، فلم يتخذ موقفا سابقا باختياره للتصوف منهجا كما فعل الغزالي مثلا فظل محتفظا لنفسه بحق المناقشة وبينما نجد الغزالي يدافع عن قضية التصوف - لأنه هو نفسه اتخذ الطريق الصوفي سبيلا للتوصل الى اليقين ومعرفة الله - فان شيخنا السلفى لم يلتزم بمنهج الصوفية بل عده ليس كافيا للتوصل الى اليقين . وهنا برزت نظريته عن ضرورة اقتران النظر بالعمل كما مر بنا عندما استعرضنا موقفه الميتافيزيقى . وهذا يرجع الى نظريته ( عن المعادلة والموازنة » ، التي استطاع بها أن يعرف الجوانب الصحيحة في الاراء والمذاهب ، فيأخذ بها ويلفظ الخاطىء منها ، فهو اذن لا يدافع عن رأى خاص ، أو يتخذ موقفا شخصيا ، وانما يسترشد بالبراهين والادلة من واقع الكتاب والسنة ثم آراء أئمة الاسلام على مدى العصور - فقهائهم ومحدثيهم ، بـل ومتكلميهم أيضا .
ولهذا فقد أطال شيخنا على التراث الاسلامى بفكر واع ، وقلب متفتح وروح مخلصة فجاء نتاجه فريدا في نوعه . والا فكيف نفسر تحليقه في أجواء ( الروح » وغوصه فى أعماق ( الوجدان » وانتقاله في رحاب الصور
(٦٥٤) من مقدمة محنة شيخ الاسلام ابن تيمية ص 1
٤٥٤
(٦٥٥) ابن القيم . مدارج السالكين جا ص ) وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية - قدس الله روحه – يقول : ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ) .