التربية السياسية - الغضبان 01-02

منير الغضبان

Text

PDF

لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
فجهاد ثلاثة وعشرين عاماً ، ثم بعدها إنجاز وعد الله بالنصر، وتم النصر لعبد الله تعالى ؛ وسيد عباد أهل الأرض فهو الذى نصره ممن؟ من الأحزاب الذين جاؤوا ليجتثوا الإسلام . فهزمهم رب العزة جل جلاله .
إنه عرض للتاريخ الإسلامى كله بالصياغة التوحيدية الخالصة . نصر عبده. وليس رباً أو ابناً أو آلهة . كما يقول المتآلون على الله ، وأنجز له وعده بالنصر ، وأنجز له وعده وحده بهزيمة الأحزاب . وأعاد مكة نقية خالصة من شوائب الشرك والوثنية الجاهلية كما كانت أيام إبراهيم علم . وحيث يشعر كل جندى من هؤلاء المائة ألف أنهم جند في بناء العقيدة .. وأن هذا التوحيد الخالص ثمرة جهاد دؤوب مستمر . والفضل كله لله الذي ألهم والذى هدى والذى أعان والذي وفق والذي نصر .
وحده
وحتى تثبت هذه المعانى لم يكتف عليه الصلاة والسلام بقولها مرة واحدة، إنما أعلنها مرات ثلاث . لتتناقلها أفواج المسلمين آنذاك وتتناقلها الأجيال من بعدهم عن هذا الجيل المكلف بالتبليغ .
ومن تشريع الشرائع ، إلى هتافات القلوب
فهذا عبد الله بن مسعود أولاً والله حفظ این وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا. وحفر المكان في قلبه شقاً كشق الصفا الذى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ، ومن أجل ذلك عندما دعى فيما بعد ليقف عند الصفا معهم في مكان بعيد أبي فهو المعلق قلبه بالحبيب المصطفى ، فوقف حيث وقف حبيبه عليه الصلاة والسلام ، حيث كان شق قلبه بشق الصفا ممتزجين

وقام ابن مسعود على الصدع - وهو الشق الذى فى الصفا . فقيل له: ها هنا يا أبا عبد الرحمن ، فقال : هذا والذى لا إله غيره مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة ) فهو يقوم ويقف عنده وتطالعنا من جهة ثانية عواطف الحجيج كله . فهذا هو أنسب مكان لرؤية رسول الله رسول رب العالمين. وكل فرد من هؤلاء المائة ألف حريص على رؤية حبيبه ليطوف مقتدياً به كما يطوف . ولكن هناك أكثر من ثلثى الجيش يهمه فقط أن يرى محمدا فلن يكتفى أنه سمع صوته ، إنه يريد أن يراه بعينه. فسوف يمضى كل واحد
من هؤلاء إلى قومه وعشيرته ويسألونه عن رسول الله ، وسيكون أول سؤال يواجهه : هل رأيت رسول الله ؟ هل رأيت محمداً ؟ هل رأيت رسول رب العالمين ؟
٢٤٦