الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة - الشقاوي 1-9

أمين بن عبد الله الشقاوي

Text

PDF

(۱۲
تفسير آية الكرسي
القيم بغيره، ومن تمام حياته وقيوميته أنه لا تأخذه سنة ولا نوم، النعاس، وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى قال:
والسِّنَةُ
هي
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَه أَن يَنَامَ، يَخفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّوْرُ لَو كَشَفَهُ لَأَحْرَقَت سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِن خَلقِهِ» (۱) .
قوله : لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ إخبار بأن الجميع عبيده، وفي ملكه، وتحت قهره وسلطانه، كقوله: ﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ( لَقَدْ أَحْصَهُمْ وَعَدَّهُمْ عَذَا ٤ وَكُلُّهُمْ عَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم].
131
۹۵
وقوله: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، هذا من عظمته ﴿ وجلاله، وكبريائه أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: ٢٨].
وقوله : الله وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ
بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم ] .
وفي حديث الشفاعة الطويل قال : «فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي هِ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِن مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَم يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعِ رَأْسَكَ، وَسَل
تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» (۲).
(۱) برقم (۱۷۹).
(۲) البخاري برقم (٤٧۱۲ ) ، ومسلم برقم (١٩٤).