خصائص التراكيب دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني - أبو موسى - ط وهبة

محمد ابوموسى

Text

PDF

هذا ابن خير عباد الله كلهـم هذا التقى النقى الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته اذا رأته قريش قال قائلها يكاد يمسكه عرفان راحته يغضي حياء ويغضى من مهابته أين القبائل ليست في رقابهم من يعرف الله يعرف أولية ذا
الموهبة
والبيت يعرفه والحل والحرم الى مكارم هذا ينتهى الكرم ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم فما يكلم الا حين يبتسم لأوليه هذا أو لـه نـعــــــــــم فالدين من بيت هذا ناله الأمم
تكرر اسم الاشارة فى هذه الأبيات كما ترى ، والأبيات محتفظة بقوتها وتأثيرها ، والتكرار أسلوب حذر كما قدمنا لا يسلم من عثراته الا صادق ، واسم الاشارة ، كما يقول على بن عبد العزيز ، ضعيف في صنعة الشعر أى أنه ليس من الكلمات الشعرية لطبيعة دلالته المحددة والتي لاتنقاد بسهولة للتلوين والتظليل ، أقول ان هذه الأبيات مع هذا وذاك لها قوتها وتأثيرها ، واسم الاشارة فى كل موقع من مواقعه يميز المشار اليه أكمل تمييز لتضاف اليه هذه الأوصاف العظام ، ويزيد الاشارة هنا قوة أن هشاما يتجاهله فكأن الشاعر يعارض هذا التجاهل بهذا الفيض من الاشارات التي تؤكد ذيوع مناقبه ومعالم مآثره ، وتأمل قوله « يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم ، فانه من القول النادر وقد بلغ فيه الفرزدق غاية ما يبلغه شاعر بكلمة ، فركن الحطيم يكاد يقبض على هذه اليد الكريمة شوقا إليها وتقديرا لعوارفها فكيف تنكر أو تجهل ؟
وتمييز المسند اليه باسم الاشارة ليتقرر الحكم له من الأساليب الشائعة فى الكتاب العزيز ، ونعتقد أن الاستشهاد على ذلك تكلف لقوة ظهوره ولكنى أذكر صورة واحدة لتهدى الى غيرها اقرأ قوله تعالى : « فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون » (1)

تجد اسم الاشارة يميز فى الأولى الذين ثقلت موازينهم ليتقرر الحكم
(۱) المؤمنون : ۱۰۲ ، ۱۰۳