نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

٦١٤
تفسير آية الكرسي
وَأَنَّ العَرْشَ فَوْقَ المَاءِ طَافِ وَفَوقَ العَرشِ ربُّ العَالَمِينَا وتَحْمِلَهُ مَلائِكَةٌ شِدَادُ مَلائِكَةُ الإِلَهِ مُسَوَّمِينَ (١) روى أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ال: «أُذِنَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكَ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ» (۲) .
وقوله: ﴿ وَلَا يَتُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، أي: لا يثقله ولا يكترثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما، ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير، وهو القائم على كل نفس بما كسبت وهو العلي بذاته، فوق عرشه العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته، العظيم الذي يتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة.
6
ومن فوائد الآية الكريمة:
أولا: أنها أعظم آية في القرآن، وقد وردت نصوص كثيرة في فضلها، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بن كعب له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا المُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهُ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «يَا أَبَا المُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ الله مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلتُ : «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ، قَالَ : فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: «لِيَهْنِكَ العِلمُ أَبَا المُنْذِرِ ) (۳). وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عنه قال:
(۱) العقيدة الطحاوية (ص٣١١).
(٢) برقم (٤٧٢٧)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (١٥١). (۳) برقم (۸۱۰).