نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

ص في نَفَسِيرِ القُرْآنِ الكريم
سورة الفاتحة
مِن مَّقَاصِدِ السُّورَة
مكية.
تحقيق التوجه الله تعالى بكمال العبودية له وحده .
التَّفْسِيرُ :
سُمِّيت سورة الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته؛
بسم الله الرحمن الرحيم
من توحيد الله وعبادة وإشارة إلى قصص الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وغير ذلك، وهي أعظم سورة في القرآن،
وهي السبع المثاني . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ () باسم الله أبدأ قراءة القرآن، مستعينا به تعالى متبركا بذكر اسمه. وقد تضمنت إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا البسملة ثلاثة من أسماء الله الحسنى، وهي: الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
1
ـ «الله»؛ أي: المعبود بحق، وهو
أخص
أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غیره عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ سبحانه . ۲ - «الرَّحْمَن»؛ أي: ذو الرحمة
الواسعة. فهو الرحمن بذاته . ٣ ـ «الرَّحِيم»؛ أي : ذو الرحمة الواصلة فهو ير- و يرحم برحمته من ومنهم المؤمنون من عباده . جميع أنواع المحامد من صفات الجلال
من
شاء خلقه
والكمال هي !
له وحده دون من سواه؛ إذ هو
رب كل شيء وخالقه ومدبره .
و«العالمون»
جمع «عالم» وهم كل ما سوى الله تعالى .
ثناء على الله تعالى بعد حمده في الآية السابقة.
وَلَا الضَّالِّينَ
تمجيد الله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة حيث لا تملك نفس لنفس شيئًا . فـ«يوم الدين»: يوم
الجزاء والحساب.
نخصُّك وحدك بأنواع العبادة والطاعة فلا نشرك معك غيرك، ومنك وحدك نطلب العون في كل شؤوننا، فبيَدِكَ الخير كله، ولا معين سواك . دلّنا إلى الصراط المستقيم واسلك بنا فيه وثبتنا عليه وزدنا هدى و الصراط المستقيم» هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام الذي أرسل الله به محمدا . طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك بهدايتهم ؛ كالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا، ا، غير طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاهتداء إليه كالنصارى . مِن فَوَابِدِ الْآيَاتِ :
افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة؛ ليرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبا لعونه وتوفيقه . من هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب. تحذير المسلمين من التقصير في طلب الحق كالنصارى الضالين أو عدم العمل بالحق الذي عرفوه كاليهود والمغضوب عليهم . دلت السورة على أن كمال الإيمان يكون بإخلاص العبادة الله تعالى وطلب العون منه وحده دون سواه.