السحاب المركوم والرحيق المختوم - آل عبد المحسن 01-03

ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

1
الأرض وما اقبح آثار الجهل فيها .
العلم مبلغ قوم ذروة الشرف وطالب العلم محفوظ من التلف ياطالب العلم مهلا لا تدنسه بالموبقات فما للعلم من خلف العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يخفض بيت العز والشرف وقد روي ان كسرى ولد له مولودا فدعى بحكيم من الحكماء واحضر الصبي في مهده فقال يا حكيم ما خير ما أوتي هذا المولود قال عقل يولد معه قال فان لم يكن قال فأدب حسن يعيش به في الناس قال فان لم يكن قال فصاعقة تحرقه ويستريح فما عرف الحلال والحرام الا بالعلم وما أوجدت الحكمة الا بالعلم . فهذا بزر جمهر الحكيم وزير كسرى تؤخذ الحكمة من كلامه ومن كلماته الخالدة قوله عالجت السباع والذئاب وعاشرتها وغالبتها فغلبتها وغلبني صاحب الخلق السوء واكلت الصبر وشربت المر فلم ار أمر من الفقر وشهدت الزحوف ووافيت الحتوف وباشرت السيوف وصارعت الأقران فلم ار قرينا اصعب ولا اغلب من المرأة السوء وعالجت الحديد ونقلت الصخور فلم أر حملا اثقل من الدين ونظرت فيما يذل العزيز ويكسر القوي ويضع الشريف فلم أر اذل من ذي حاجة وفاقة وطلبت الغنى من وجوهه فلم أر اغنى من القنوع وشيدت البنيان لاعتز به واشرف فلم أر شرفا ارفع من اصطناع المعروف ولبست الكسوة الفاخرة فلم البس افخر من الصلاح وطلبت راحة نفسي في كل الجهات فما وجدت احسن لها من تركها مالا يعنيها وطلبت احسن الأشياء عند الناس فلم اجد شيئا احسن من حسن الخلق ووطأت الجمر ومشيت في الرمضاء فما وجدت احر من الغضب. وعن عيسى عليه السلام انه قال كما ترك الملوك لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا والحكمة هبة من الله تعالى يؤتيها من يشاء .
قال الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما