الفتوحات القدوسية في شرح المقدمة الآجرومية

أحمد بن عجيبة الحسني أبو العباس

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

متن الآجرومية
11
وأمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا فَإِنَّهَا تَنْصِبُ المُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَانِ لَهَا، وَهِيَ ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَسَمِعْتُ ، تَقُولُ : ظَنَنْتُ زَيْدًا مُنْطَلِقًا ، وَخِلْتُ عَمْرًا شَاخِصًا، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
بَابُ النَّعْتِ
النَّعْتُ تَابِعٌ لِلْمَنْعُوتِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ، وَتَنْكِيرِهِ، تَقُولُ: جَاءَ زيْدٌ العَاقِلُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا العَاقِلَ، وَمَرَرْتُ بِزَيْدٍ العَاقِلِ، وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ : الاسْمُ المُضْمَرُ ، نَحْوُ : أَنَا ، وَأَنْتَ. والاسْمُ العَلَمُ ، نَحْوُ : زَيْدٍ وَمَكَّةَ. وَالاسْمُ المُبْهَمُ ، نَحْوُ : هَذَا وَهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ. وَالاسْمُ الَّذِي فِيهِ الأَلِفُ وَاللَّامُ ، نَحْوُ : الرَّجُلُ وَالغُلَامُ. وَمَا أُضِيفَ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ. وَالنَّكِرَةُ : كُلُّ اِسْمِ شَائِعِ فِي جِنْسِهِ لَا يَخْتَصُّ وَاحِدٌ دُونَ آخَرَ . وَتَقْرِيبُهُ : كُلُّ مَا صَلَحَ دُخُولُ الأَلِفٌ وَاللَّام عَلَيْهِ، نَحْوُ : الرَّجُـ والفَرَسُ.
بَابُ العَطْفِ
وحُرُوفُ الْعَطْفِ عَشَرَةٌ، وَهِيَ : الْوَاوُ ، وَالْفَاءُ، وَثُمَّ، وَأَوْ، وَأَمْ، وَإِمَّا ، وَبَلْ، وَلَا، وَلَكِنْ، وَحَتَّى فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ ، فَإِنْ عَطَفْتَ بِهَا عَلَى مَرْفُوعِ رَفَعْتَ، أَوْ عَلَى مَنْصُوبٍ نَصَبْتَ ، أَوْ عَلَى مَخْفُوضٍ خَفَضْتَ ، أَوْ عَلَى مَجْزُومٍ جَزَمْةً. تقول : قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرُو ، وَ رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرُوا ، وَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرٍو، وَ زِيْدٌ لَمْ يَقُمْ وَلَمْ يَقْعُدْ.
بَابُ التَّوْكِيدِ
التَّوْكِيدُ تَابِعٌ لِلْمُؤَكَّدِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ، وَيَكُونُ بِأَلْفَاظ مَعْلُومَةٍ، وَهِيَ : النَّفْسُ ، وَالعَيْنُ ، وَكُلٌّ، وَأَجْمَعُ، وَتَوَابِعُ أَجْمَعَ ، وَهِيَ : أَكْتَعُ وَأَبْتَعُ وَ أَبْصَعُ، تَقُولُ : قَامَ زَيْدٌ نَفْسُهُ ، وَرَأَيْتُ القَوْمَ كُلُّهُمْ، وَمَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجْمَعِينَ.
بَابُ البَدَلِ
إِذَا أُبْدِلَ اسْمٌ مِن اسْمِ ، أَوْ فِعْلٌ مِنْ فِعْلٍ تَبِعَهُ فِي جَمِيعِ إِعْرَابِهِ وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَقْسَامِ : بَدَلُ الشَّيْء مِنَ الشَّيْءِ، وَبَدَلُ الْبَعْضِ مِنَ الكُلِّ، وبَدَلُ الاشْتِمَالِ، وَبَدَلُ الغَلَط . نَحْوُ قَوْلِكَ : قَامَ زَيْدٌ أَخُوكَ ، وأكلْتُ الرَّغِيفَ ثُلُثَهُ، وَنَفَعَنِي زَيْدٌ عِلْمُهُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا الْفَرَسَ، أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ الْفَرَسَ فَغَلِطْتَ فَأَبْدَلْتَ زَيْدًا مِنْهُ.