أسرة الوادي المبارك 1371هـ _1395هـ في الميزان

د.محمد العيد الخطراوي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين ..
خطت المملكة العربية السعودية خطوات واسعة في سبيل النهضة والتقدم والاستفادة من المرتكزات والدعامات الأساسية التي شهدتها على مر تاريخها ؛ وكان الدور الديني والتاريخي والمكانة الجغرافية والحضارية للمملكة وثقلها الثقافي والأدبي، دعامة ومنطلقاً لمسيرتها المظفرة. كما استطاعت أن تتواصل مع الرصيد الإنساني الزاخر بالآداب والمعارف الإنسانية؛ وأضافت المملكة أرصدة جديدة في سجل الإنجازات، حيث شهدت نهضة ثقافية كبرى على كافة الأصعدة الأدبية؛ ما أتاح ظهور المبدعين الجدد؛ وتوكيد مكانة المبدعين الكبار بفضل الله تعالى ثم بما وفرته القيادة الرشيدة من أجواء ثقافية وتنويرية مشجعة على الإبداع .. حيث أرض المملكة الخصبة بالمواهب الواعدة؛ وطبيعتها التي تعد أفقاً مفتوحاً وملهماً للعديد من الشعراء
والأدباء.
وكان عماد هذه القفزات الهائلة، النهضة الفكرية والثقافية والعلمية، حيث اتسم المشهد الثقافي والأدبي السعودي بـ (التطور) (والتفاعل)؛ (والحَرَاك) الملحوظ والمستمر في مجال الأجناس الأدبية الشعر أم الرواية، أو القصة القصيرة؛ أم المقال ..إلخ؛ فكانت لأدباء المملكة مكانتهم المتميزة على الصعيدين العربي والدولي..
وقد تكونت في مراحل مختلفة من مسيرة المملكة الناهضة جماعات أدبية، تناظر شبيهاتها الأدبية العربية التي تكونت وذاع صيتها في غير قطر عربي؛ وظهرت فيها جهود رجالات الأدب؛ أثروا الساحة الأدبية والفكرية بالندوات الثقافية والمحاضرات الفكرية والمجالس المنتظمة التي غشيها المفكرون والمثقفون والمهتمون بالأدب والثقافة والمشتغلون بها ...
وكانت أسرة الوادي المبارك (نسبةً لوادي (العقيق واحدة من تلك الأسر الأدبية والمجالس الثقافية الجادة في الاضطلاع بحركة التنوير ونشر الثقافة والتواصل مع
العديد من
العلماء