المواهب اللدنية بالمنح المحمدية - القسطلاني - ط العلمية 1-3

أحمد بن محمد القسطلاني

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعين المظلوم ويمنعه من أن يستضعف . وفي البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً) (۱) .
،
وعند ابن إسحاق : ولا صخب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، أسدده بكل جميل وأهب له كل خلق كريم ثم أجعل السكينة لباسه، والبر شعاره والتقوى ضميره، والحكمة معقوله والصدق والوفاء طبيعته والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته والهدى إمامه والإسلام ،ملته وأحمد اسمه، أهدي به بعد الضلالة وأعلم به بعد الجهالة وأرفع به بعد الخمالة، وأسمي به بعد النكرة، وأكثر به بعد القلة وأغني به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين قلوب مختلفة، وأهواء متشتة، وأمم متفرقة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس .
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : قدم الجارود فأسلم فقال : والذي بعثك بالحق لقد وجدت وصفك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول. وأخرج ابن سعد قال: لما أمر إبراهيم بإخراج هاجر حمل على البراق، فكان لا يمر بأرض عذبة سهلة إلا قال: انزلها هنا يا جبريل، فيقول : لا ، حتى أتى مكة فقال جبريل : انزل يا إبراهيم، قال: حيث لا ضرع ولا زرع؟ قال: نعم ها هنا يخرج النبي الذي من ذرية ابنك الذي تتم به الكلمة العليا. وفي التوراة - مما اختاره بعد الحذف والتبديل والتحريف، مما ذكره ابن ظفر في البشر)) وابن قتيبة في أعلام النبوة : تجلى الله من سينا، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران. وسينا هو الجبل الذي كلم الله فيه موسى. و «ساعير» هو الجبل الذي كلم الله فيه عيسى، وظهرت فيه نبوته وجبال فاران» هو اسم عبراني - وليست ألفه الأولى همزة - هي جبال بني هاشم التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحنث في أحدها وفيه فاتحة الوحي، وهو أحد ثلاثة جبال أحدها أبو قبيس، والمقابل له قعيقعان إلى بطن الوادي والثالث : الشرقي ،فاران ومنفتحه الذي يلي قعيقعان إلى بطن الوادي، وهو شعب بن هاشم وفيه مولده على أحد الأقوال .
6
(۱) الحديث في البخاري برقم (٤٨٣٨) .
٤٣١