شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رجل الإصلاح والدعوة - العلي - ط القلم

إبراهيم محمد العلي

نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

وكان رحمه الله يرى أن هذه المحبة هي جنة الدنيا
،ونعيمها، وأن من حرم هذه الجنة لم يدخل جنة الآخرة، فكان يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة»(۱).
ولهذا لم يكن يعبأ بالسجن، ولا يجزع من الحبس، بل كان
يرحب به إذا حصل، لأنه يفرغه للعبادة والذكر، والاجتهاد في التبتل والخشوع، وكان يعتقد أن المحبوس حقيقة هو المحبوس عن ذكر الله، ويقول في ذلك المحبوس من حبس قلبه عن ربه،
والمأسور من أسره هواه» (٢).
ولأهمية الصلة بالله تعالى في منهج الدعوة إلى الله فقد كان شيخ الإسلام يراعيه في نفسه ويأمر به جماعته وتلاميذه، فقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله في وصف شيخ الإسلام.
إنه دائم الابتهال كثير ،الاستغاثة، قوي التوكل، ثابت الجأش ، له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجمعية (۳).
ولهذا كان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه
حتى يميل يمنة ويسرة.
(1) الوابل الصيب: ص ١٠٥ .
.1.0
(۲) الوابل الصيب ص (۳) العقود الدرية: ص ١١٨.
۲۷۱