نص الكتاب

الكتاب المُصوّر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)(1).
ويا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) (۲).
ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)(۳).
أما بعد:
فإن من أفضل ما بذلت فيه الأوقات، وأنفقت فيه نفائس الساعات خدمة السنة النبوية متوناً وأسانيد، ورواية ودراية، وقد قيض الله تعالى لهذه السنة المطهرة عبر القرون والأجيال جهابذة العلماء، فأفنوا أعمارهم، وبذلوا أوقاتهم في خدمتها، والذب عنها فنفوا عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وتنوعت اهتماماتهم وجهودهم فشملت مجالات واسعة، وميادين كثيرة، فصنفوا المصنفات الكثيرة المتنوعة الموجهة لخدمة نصوص السنة المطهرة متوناً وأسانيد ورواية ودراية، وعُنوا عناية خاصة بالتصنيف في غريب الحديث، وذلك بإيضاح ما وقع في متون الأحاديث والآثار من كلمات غامضة، ومعاني مشكلة ، وذلك حين دعت الحاجة إلى هذا اللون من التصنيف حيث تفشت العجمة، واختلطت الألسنة، ووجد الجهل بوجوه كلام العرب.
وشهد أواخر القرن الثاني، ومطلع القرن الثالث أولى هذه المحاولات، فكان من
(1) سورة آل عمران، الآية (۱۰۲).
(۲) سورة النساء، الآية (1) . (۳) سورة الأحزاب، الآية (۷۰، ۷۱)
(۱)