الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعه مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء

بسم الله الحر الحميد
العزالد
اللهم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمْ . قَالَ الْفَقِيهُ الْقَاضِي الْإِمَامُ الْحَافِظُ
أبو الفضل عياضُ بنُ مُوسَى بْن عِبَاضِ الْيَحْصُى رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ
.
10
:
الحمدُ لِلَّهِ الْمُنْفَرِدِ باسْمِهِ الأسمى ، المختص بالعِز الأحمى ، الَّذِي لَيْسَ
و ساله
-1-
دونه منتهى وَلَا وَرَاءَهُ مرقى ، الظَّاهِرِ لَا تَخَيلًا وَلَا وَهُمَا ، الْبَاطِن
أما بعد حمد الله على إفضاله . وصلواته على نبيه محمد وآله ؛ فيقول الفقير إلى الله تعالى : أحمد بن محمد بن محمد بن حسن الشمني ، ختم الله بالسعادة أعماله ، وجعل الجنة منقلبه ومآله : قد يسر الله تعالى عند إقرانى للشفاء شيئا من تفسير مفرداته ، ونبذا من فتح مغلقاته ، وحل مشكلاته ، فجمعت ذلك نفعا لطالبيه ، وإعانة لمحصليه وقارئيه ، وسميته بمزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء ؛ ومن الله أطلب التوفيق ؛ والهداية إلى سواء الطريق . ( قوله المختص ( أى المنفرد والممتاز ( قوله ليس دونه منتهى ) في الصحاح دون نقيض فوق وهو تقصير عن الغاية ، ويقال هذا دون ذاك أى أقرب منه انتهى . والمعنى هنا أنه تعالى ليس فى جهة وحيز ، ولا على مسافة وامتداد لأن كل ذى جهة ومسافة للقرب منه نهاية ، وليس للقرب منه تعالى نهاية ، فليس فى جهة ، فهو من باب نفى الشيء بنفى لازمه ( قوله ولا وراءه مرمى ) قال ابن الأثير فى النهاية : أي ليس بعد الله لطالب مطلب ؛ فإليه انتهت العقول فليس وراء معرفته والإيمان به غاية تقصد . والمرمى في الأصل : الغرض الذى ينتهى إليه سهم الرأمى ( قوله الظاهر ) أي بالدلالة الدالة على وجوده قطعا ويقينا لا تخيلا ووهما (قوله الباطن) أي بحقيقته فلا تدرك
كنهه العقول .