Text

PDF

تفسير آية الكرسي
اللهُ خَالِقَ المخلوقات ، مُبْدِعُ الْكَائِنَاتِ ، مَالِكُ الْمُلْكِ ، بِيَدِهِ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، مُقَدَّسُ فِي ذَاتِهِ ، مُتَرَهُ فِي مِنَاتِهِ ، حَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ، عَادِلُ فِي أَحْكامِهِ ، مَانِيحُ الحَيَاةِ لِكُلِّ حَيٍّ ، قَائِمَ بِتَدْبِيرِ سُونِ خَلْقِهِ ، لا يَلْحَقُهُ فُتُورٌ وَلَا يَنَامُ ، وَمَا كَانَ يَنبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ... لَهُ - وَحْدَهُ - مَا فِي السَّمَوَاتِ مِنْ مَوْجُودَات وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ مَخْلُوقَات . لَا يَتَصَرَّفُ سِوَاهُ ، فِي مُلْكِهِ . لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ ، وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا شَفِيعَ إِلَّا بِإِذْنِهِ . عالم بحقيات أمور خَلْقِهِ : مَاضِيهِمْ وَحاضريح ، وَمُسْتَقبْلِهِمْ ؛ لا يُحيط بِخَفَيَّاتِ عليه أحد إلا بالقدر الذي شاء تثليتهُ ، وَمَن أستوقيت قدرته السموات وَشَمَلَتْ إِحَاطَتُهُ الْأَرْضِينَ ، لَا يَشْقُ عَلَيْهِ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ الْعَلِيُّ عَنْ تَصَوَّرَات خَلْقِهِ ، الْعَظِيمُ الَّذِي تَضَاءَلَ كُلَّ شَيْءٍ أَمَامَ قُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ جاء في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيُّ دبر - أى عَقِبَ - كُلِّ صَلَاةٍ مكتوبة لم يمنعه من دُخُول الجنة إلا النوت)
أى لا يكون بينه وبين دخول الجنة إلا الموت ، فإذا مات دخل الجنة و من المجرَّب أن من تلاها مائة وسبعين مَرَّةً مُبْتَدِنَا وَيُحتماً بالصلاة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي حَاجَتَهُ . فيا صديقى القارىء : تَيَقّظ واذكر الله ، فقد طال بنا النوم ؛ واعْمُرُ أَوْقَاتَكَ تسْبِيحِهِ وذِكْرِهِ وَالتَّنَاء عليه ؛ وَأَحْيِ أَيَّامَكَ وَلَيَالِيكَ بالصَّلَاةِ وَالصَّوم . وَتَحَرَّكَ وَأمَلاً فَضَاء هذا الكون من قلبك وَعَقْلِكَ وَرُوحِكَ بِقَوْلِ :
(١٤٣)
.
اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ