الإسلام بحث في العقيدة والإيمان - عطار

أحمد عبدالغفور عطار

Text

PDF

زيد بن حارثة : ( تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي » فتعلم زيد العبرية وأجادها قراءة وكتابة ، وكان يترجم للرسول ما يصله من رسائل يهود .
وهذا لا يترك مجالاً للخلاف في عدم معرفة الرسول والعرب سواء أكانوا مسلمين أم مشركين لغة يهود حتى يطلعوا على الكتاب المقدس
•·
وما دام ذلك ثابتاً ، وعدم وجود ترجمة عربية للكتاب المقدس في عصر النبي الكريم إلى القرن الرابع الهجري ثابتاً فمن أين يتأتي له العلم بالديانة اليهودية والنصرانية وغيرهما من الديانات ؟
ولم يكن لمحمد صحبة بالنصارى واليهود ، ولم يثبت أن له صلة ود وصداقة أو صلة تعلم بنصراني أو يهودي .
وكل هذا يدل دليلاً لا ينقض على أنه لم يستق دينه من أحد، وكان غير عارف بما حوى الكتاب المقدس ، وكل ما قص من قصص الأنبياء والمرسلين وأخبار هم وأخبار أممهم إن هو إلا وحي إليه به فأظهره للناس .
والفرق كبير بين قصص القرآن وقصص الكتاب المقدس، ولا لقاء بينهما إلا في المادة القصصية والحادثة مع الاختلاف - أيضاً - في جوهرهما ، وما أشد المخالفة بين القرآن والكتاب المقدس في وصف الله وفي سيرة الأنبياء و معتقدهم بحيث يتحول اللقاء إلى قطيعة وفراق .

فبدء الخليقة في القرآن - ونقصد بها خلق آدم وحواء - يتفق مع سيفر التكوين في البدء ، ولكنه يختلف قصة وأداء اختلافاً كبيراً ، وكذلك القول في قصة إبراهيم ولوط ويوسف وموسى وعيسى وغيرهم اختلافاً مبيناً . فلو كان محمد عليه صلوات الله وسلامه مستقياً دينه من اليهودية والمسيحية لما خالفهما عقيدة وشريعة مخالفة لا لقاء بينه وبينهما بتة .
وليس هناك دليل على تأثر محمد تأثراً عميقاً أو غير عميق بالعناصر اليهودية
٢١٦