Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 01_0112171 | |||
2 | 02_0112172 | |||
3 | 03_0112173 |
Please try again after the PDF file is loaded
Rotate
(0)
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | 01_0112171 | |||
2 | 02_0112172 | |||
3 | 03_0112173 |
۱۸۸
تفسير آية الكرسي .
فلا قيام لغيره إلا بإقامته وهذا من كمال قدرته وعزته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال، والغنى التام، والقدرة التامة. اهـ.
قال ابن أبي العز رحمه الله في شرح الطحاوية (ص ۱۲۱-۱۲۲):
واعلم أن هذين الاسمين - أعني: الحي القيوم - مذكوران في القرآن معا في ثلاث سور، وهما من أعظم أسماء الله الحسنى، حتى قيل: إنهما الاسم الأعظم، فإنهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه، ويدل القيوم على معنى الأزلية والأبدية ما لا يدل عليه لفظ القديم، ويدل أيضًا على كونه موجودا بنفسه، وهو معنى كونه واجب الوجود.
و القيوم أبلغ من القيام؛ لأن الواو أقوى من الألف، ويفيد قيامه بنفسه، باتفاق المفسرين وأهل اللغة، وهو معلوم بالضرورة، وهل تفيد إقامته لغيره وقيامه عليه؟ فيه قولان أصحهما أنه يفيد ذلك، وهو يفيد دوام قيامه وكل قيامه، لما فيه من المبالغة، فهو سبحانه لا يزول و لا يأفل، فإن الآفل قد زال قطعا، أي لا يغيب ولا ينقص ولا يفنى ولا يَعْدَم، بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال.
واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال، ويدل على دوامها وبقائها، وانتفاء النقص والعدم عنها أزلا وأبدًا.
ولهذا كان قوله : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥] أعظم آية في
(1)
القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي .
(۱) صحیح مسلم برقم (۸۱۰) عن أبي بن كعب رضي الله عنه.