الفقه الأكبر بشرح قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر - الحجوري 01-03

ابي عمرو عبدالكريم بن احمد بن حسين الحجوري

Text

PDF

۱۹۰
تفسير آية الكرسي
من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه قال ابن كثير في تفسير الآية: وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعة، ومن استفهامية أي لا أحد يستطيع أن يشفع إلا بإذنه.
والشفاعة سيأتي لها فصل إن شاء الله .
وقوله: ﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ: أي إذنه له.
قال الله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكِ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ
أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لَمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: ٢٦]
وفي الآية إثبات صفة الإذن الله عز وجل بمعنى الاستماع.
راجع صفات الله عز وجل الوارد في الكتاب والسنة، للسقاف (ص٤٥-٤٧). السادسة : يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ :
يعني أنه محيط بكل ما بين أيديهم المستقبل والدنيا، (وما خلفهم) من الماضي
والآخرة، وفي هذا إثبات صفة العلم الله تعالى.
السابعة: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ :
أي لا يعلم أحد من علم ذاته وصفاته، ولا شيء مما يعلمه إلا بما شاء هو أن
يُعَلِّمَه، فَعَلِمَهُ.
وقد أخبرنا الله عز وجل عن أمور كثيرة من هذه، ومع هذا يقول تعالى: ﴿وَمَا أوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْم إلا قليلا) [الإسرا: ٨٥].
وفي هذا إثبات صفة المشيئة الله عز وجل قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ
اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [الإنسان: ٢٩].
الثامنة: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ: