العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي - السقاف 1-3

عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف

Text

PDF

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمْ هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ(۱)
(۲)
هَذَا الَّذِي تَعْرِفَ الْبَطْحَاءُ وَطَأتَهُ وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلٌّ وَالْحَرَمُ وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَنْ هَذَا ؟ .. بِضَائِرِهِ الْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ
إذا رَأَتْهُ قُرَيْسٌ .. قَالَ قَائِلُهَا إلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِيَ الْكَرَمُ
يُغْضِيْ حَيَاءٌ وَيُغْضَىٰ مِنْ مَهَابَتِهِ فَمَا يُكَلَّمَ إِلا حِيْنَ يَبْتَسِمُ
و (۳)
في قصة معروفة لا حاجة بنا إلى سردِها ـ معَ شُهرتها ـ وهيَ مِن أكبر الأدلة على شهامة الفرزدق ، وقوَّةِ نفسه ، وصحة دينه ، وقد في القصيدة أبيات يرويها بعضُهم للحزين الكناني ،
تداخلت
ويرويها آخرون للحزين الليثي .
هل إثبات العقل وقوله : وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ ، وقوله [في « ديوانه ١٧٩٠ مِنَ البسيط) :
للجماد ومعرفته
للمدوح جائز ؟! يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ رُكْنُ الْحَظِيْمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ يشبه قولَ عُروةَ بنِ أُذَيْنَةَ [في « ديوانه ، ٨٣ مِنَ الكامل] :
و
وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيْقِ لُبَانَةٌ وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ(٤) (0) لَوْ كَانَ حَيَّا قَبْلَهُنَّ ظَعَائِنَا حَيَّ الْحَظِيمُ وُجُوْهَهُنَّ وَزَمْزَمُ
اشتياق البقاع إلى ثمَّ تلاعب به المتأخرونَ ، فقال أَبو تمام [في « ديوانه ، ١٧٩/٢ مِنَ
أحبابها
الخفيف) :
لَوْ سَعَتْ بُفْعَةٌ لِإِعْظَامِ حَيٌّ لَسَعَىٰ نَحْوَهَا الْمَكَانُ الْجَدِيْبُ
(۱) العَلَمُ : سيدُ القومِ .
(۲) البطحاء : مسيل واسع فيه دقاق الحصى، ويطلق على الأرض المحيطة بـ (مكة).
(۳) يغضي : يخفض بصرَهُ من الحياء

(٤) اللُّبانةُ : الحاجة التي يهم الشخص قضاؤها
(٥) الظعائن : النساء في الهوادج . الحطيم : حجر إسماعيل .
١٤٠