Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0126271 |
Please try again after the PDF file is loaded
Rotate
(0)
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0126271 |
«لا إله إلا الله» !
إننا نبصر عزيمة النبوة التي تنزع من عقول هؤلاء حواجز البلادة التي تحجب عنهم ضياء الحق . . فالنبي لم يطلب منهم شيئاً أكثر من أن يخرجهم من ظلمات الجهالة العقلية . . وضلالات الوثنية إلى بؤرة الضياء الفكري ، والإشراق الروحي ، ومنبع الهداية ، فهو الا الله ولم يدعهم إلا إلى كلمة واحدة ، هي رأس الأمر كله في رسالته التي يدعو إليها ؛ لأنه لم يتعرض في موقفه هذا إلى مآئمهم الخلقيّة ، ولا إلى مفاسدهم الاجتماعية ، ولا إلى مظاهر الطغيان وعتو الاستبداد حيث يعيشون ، ولم يسألهم مالهم وثرواتهم ، ولا سألهم شرفاً فيهم ، فهم أعلم الناس برفعة شرفه وسمو حسبه . . وإنما عرض عليهم الدعامة العظمى التي تنبثق منها جميع فضائل رسالته . . لتيسير تقبلها والإيمان بها ، والهدى هدى الله ، فلم يقبلوا ما عرضه عليهم ، وانصرفوا وهم أشد عداوة له ، ولدداً بخصومته ، وأضرى سفاهة ، وأشرى أذى ، وأخبث
طوية !
لقد كانت هذه المرحلة من الدعوة مرحلة العزيمة الماضية القوية التي لا تتزحزح ، والصبر الذي لا ينفد ، والكفاح الذي لا يتردّد ؛ لأنها مرحلة التأسيس للعقيدة ، وبناء صرح الرسالة ، وإقامة دعائم الدعوة إلى الهدى والحق ، فلو وهنت عزيمة المبلغ شيئاً من الوهن ، فمالت إلى المهادنة ، وتخلى الصبر المكافح لحظة عنها ، وتخففت من النضال نفساً واحداً لوجد خصومها مداخل إلى تعويقها عن سيرها وعرقلة مسيرتها !
وقد كان النبي الله على أتم العلم بهذا كله . . وقد أعد نفسه له ولأكثر منه . . ومن وراء هذا العلم علمه بما يملأ قلوب زعماء الوثنية من شرور
۹۹۸