Text
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0042436 | |||
2 | KTBp_0042436 |
Please try again after the PDF file is loaded
Rotate
(0)
# | File Name | TXT | DOCX | |
---|---|---|---|---|
1 | KTB_0042436 | |||
2 | KTBp_0042436 |
ف ۱:
الفصل الأول
مقدمة تاريخية
——
لا تكاد توجد آثار لأى لون من الحياة الفكرية في الأندلس خلال السنوات الأولى التي أعقبت الفتح الإسلامي لإسبانيا على يد طارق وموسى ؛ بل إن الشعب الإسباني الذي دخل في طاعة المسلمين نتيجة لهذا الفتح - لم يخلف لنا آثاراً تدل على حياته الفكرية طوال عصر الولاة (١) ( ٧١٠ - ٧٥٥ م ) . ذلك أن الظروف التي أحاطت به لم تكن مواتية لشؤون الدرس والفكر ، فقد شغل الفاتحون بما وقع بين بعضهم وبعض من مخاصمات وحروب ، وثارت العداوات بين قبيلة وقبيلة ، وبين البربر والعرب ، و بين القيسية واليمنية ، وبين الشامية والمدنية . ثم إن الفاتحين - جميعاً - كانوا من المحاربين ؛ وهذا وحده يكفى لتعليل انصرافهم عن الآداب وشؤون الفكر .
ولم يكن أهل البلاد - الذين دخلوا في الإسلام ، وارتبطوا مع الفاتحين بروابط المصاهرة - في حاجة أول الأمر إلى شيء ذي بال من الثقافة الإسلامية ؛ لأن الدخول فى الإسلام لم يكن يتطلب منهم إلا النطق بالشهادتين (وحرى بنا ألا ننسى - في تعليل نشاط المصاهرة بين الفاتحين وأهل البلاد - أن المسلمين دخلوا إسبانيا جيوشاً منظمة ، ولم يدخلوها دخول البرابرة أفواجاً وقبائل بنسائها وأطفالها ، ومن ثم لم يكن لهم بد من اتخاذ النساء من أهل البلاد ، ومن ثم أصبح التزاوج من الجانبين أمراً لا مفر منه ) . ولا بد أن أولئك الإسبان - الذين
-
لم يندموا على فراقهم دينهم الأول وانتقالهم إلى المقيدة دخلوا الإسلام - الجديدة ، فقد تحسنت ظروف حياتهم من الناحيتين القانونية والاجتماعية :