أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ نحو تأصيل إسلامي الرسالة الأولى - عبد الهادي

جمال عبد الهادي - وفاء محمد رفعت جمعة

Text

PDF

تقديم بين يدي الرسالة :
التاريخ يشكل جزءاً مما يسمى في عصرنا الحاضر بالعلوم الإنسانية ، وما تسمى بالعلوم الإنسانية – في عصرنا الحاضر - موضوع بحثها ودراستها الإنسان ، ولذلك فقد كان من المفروض أن تكون محكومة منهجاً وموضوعاً ومفهوماً بالنظام الإسلامي الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لبني الإنسان ) آدم عليه السلام ) لأن خالق الإنسان هو الله سبحانه وتعالى ، وهو أعلم بمن خلق وألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير كم كما أن الذي خلق هو الذي يأمر و ألا له الخلق والأمر .
(
ولكن بدلا من أن تكون العلوم التي موضوع بحثها الإنسان ، كالتاريخ والجغرافيا وعلم النفس والاجتماع محكومة وموجهة بالمنهج الرباني الإسلامي ، نجد أنها محكومة في مراجعها ومصادرها ومناهجها الحالية بمناهج وتوجيهات غير إسلامية ، بل وتعتمد على أصول جاهلية تحتوي على عداء ظاهر وخفي للاتجاه عموماً وللإتجاه الإسلامي على وجه الخصوص، كما أنها تحتوي على
الديني أغاليط وأكاذيب لا حد لها .
وقد جرى ذلك نتيجة للغزو الفكري اللاإسلامي الذي حرص على تزييف وتشويه تاريخ الكون وتاريخ آدم وبنيه والتاريخ الإسلامي الذي يشمل :
تاريخ الإسلام كدين وتاريخ الأمة الإسلامية كواقع تطبيقي لهذا الدين . والذين قاموا ويقومون على هذه الغزوة الفكرية اللاإسلامية ، هم أطراف الكيد الشيطاني والتآمر العالي : المستشرقون (۱) الذين يدينون باليهودية أو
(1) يقول الدكتور مصطفى السباعي : « إن المستشرقين - في جمهورهم ـ لا يخلو أحدهم من أن يكون قسيساً أو استعمارياً أو يهودياً ، وقد يشذ عن ذلك أفراد إن الاستشراق بصورة عامة ـ