الصحوة الإسلامية واقع وآفاق - الجامعة الصيفية بالمغرب 1411هـ 01-03

وزارة الاوقاف المغرب

Text

PDF

حضرات السادة
تعاون الولاة والدعاة
شروط دوام الصحوة واتساعها
للأستاذ عبد الوهاب ابن منصور
مؤرخ المملكة ومحافظ ضريح محمد الخامس
عرف العالم الإسلامي في العقود الأخيرة صحوة كبيرة عمت جميع أقطاره وشملت كل سكانه، فبعد الصيحات المتتالية التي أطلقها منذ بداية هذا القرن نخبة من علماء الإسلام المخلصين وولاته المصلحين استيقظ المسلمون من نوم ثقيل استمر عدة قرون أصابهم خلالها ما أصابهم من تشتت شمل وضياع أوطان وانحراف عن الصراط المستقيم. ومهما بذل النقاد والمحللون من جهد لجرد العلل والأسباب التي أوصلت المسلمين إلى الحالة السيئة التي وصلوا إليها في العصور الأخيرة بعد العزة التي عرفها آباؤهم في القرون الأولى التي تلت ظهور الإسلام، وهي من غير شك علل وأسباب عديدة ومتنوعة، فإن مردّها إلى سببين اثنين رئيسيين هما كل علة وأصل كل داء. مصدر
السبب الأول داخلي انبثق من وسط المسلمين أنفسهم، وهو فَقْدُهُم القيادة الحكيمة والقدوة الرشيدة التي تسير بهم في محجة الإسلام البيضاء وتحرسهم حتى لا يزيغوا عنها، إذ تحكم فيهم ولاة اتبعوا الشهوات واستطابوا الملذات، وظهر فيهم علماء وفقهاء حرفوا الكلم عن مواضعه وأفتوا بغير علم، وزينوا للناس التواكل وحببوا إليهم الأخذ بالأسهل في العبادة، فابتعدوا عن السنن الربانية التي جاء بها الإسلام، فكانت النتيجة أن ذلوا بعد
I