فتاوى جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام - البرزلي 1- 7

أبي القاسم بن أحمد البلوي التونسي المعروف بالبرزلي

کتاب کا متن

تصویری کتاب

العلــم يـــرفــع بيتاً لا عماد لــه والجهل يهدم بيت العز والشرف
و مصداقه قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وقوله لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل فكان ترجمان القرآن
وحبر الأمة ومن الراسخين في العلم. وفي ما ذكرناه من هذا الباب كفاية . وعن عمرو ابن خيرون القيرواني - ودفن برقادتها وصلى عليه عبد الله بن هاشم كان ينشد:
العلم يؤتى ولا يأتي إلـى أحـد والمال يفنى على الأيام والأبـد والعلم يبقى وإن طال الزمان به زيناً لصاحبه داع إلى الرشد وسئل عز الدين عن معنى قوله عليه الصلاة والسلام من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم وما العلم الذي إذا عمل به ورث؟ وما العلم الموروث؟ وما صفة التوريث أو غيره ؟ فبعض الناس قال : إنما هذا مخصوص بالعالم إذا عمل بعلمه ورث ما لم يعلم بأن يوفق ويسدد إذا نظر في الوقائع فهل يصح هذا الكلام أم لا؟
،
[349 -1] فأجاب بأن معناه إن عمل بما يعلمه من واجبات الشرع ومندوباته واجتناب مكروهاته ومحرماته، أورثه الله من العلم الإلهي ما لم يعلمه من ذلك لقوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (1) وهذا هو الظاهر من الحديث المتبادر إلى الذهن ولا يجوز حمله على أهل النظر في علم الشرع لأن ذلك تخصيص للحديث من غير دليل . وإذا حمل على ظاهره وعمومه دخل فيه الفقهاء وغيرهم .
وقد ذكر بعض الأكابر من العارفين الذين عاملهم الله - عز وجل - بذلك أن لكل طاعة الله - عز وجل - نوعاً من العلم الإلهي يختص بها لا يترتب على غيرها. فللصلوات نوع من تلك الإلهامات لا يترتب على غيرها، كما أن لكل عبادة نوعاً من الثواب يختص بها. وكذلك الصوم والحج والعمرة والتسبيح
(1) سورة العنكبوت، الآية : 69 .
396