الصحوة الإسلامية واقع وآفاق - الجامعة الصيفية بالمغرب 1411هـ 01-03

وزارة الاوقاف المغرب

کتاب کا متن

تصویری کتاب

لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقاً من قلبه، سواء كان عالما أو حاكما أو داعية أو مهندساً أو رجلا أو امرأة أو صوفياً أو سلفيا أو غيره، كلنا أمة واحدة، وهذا وقت التكتل ونسيان الخلافات وتوجيه القوة في الاتجاه الصحيح الوحيد، وإلا فقد تكون كارثة - لا قدر الله ـ كما وقعت في كثير من المناطق الإسلامية - لا قدر الله - نسأل الله أن يحفظ هذا البلد وباقي بلدان المسلمين بما يحفظ به الذكر الحكيم.
النقطة الثانية الأساسية، أيها الإخوة الكرام التي ظهرت لي وهذا الذي قلته استمددته من كلام شيخنا وعالمنا السيد جبران، وبطبيعة الحال وهو من مدينة مراكش وأنا كلما ذكرتها تأثرت لأن العالم الذي أخذت عنه كان من مراكش كذلك هو الشيخ الورزازي رحمه الله بهذه المناسبة. أقول النقطة الثانية التي أعتقد أنها أساسية يجب أن توضح في هذه العجالة هي أن الإخوة الدعاة إلى الله وأبناء الصحوة وعلماءها يجب أن يميزوا بين أمرين.
الأمر الأول هو أن هذا الإسلام دين.
والأمر الثاني هو أن الإسلام عنده مشروع سياسي واجتماعي واقتصادي أفضل من المشاريع الأخرى.
الأمر الأول الأساسي هو أن هذا الإسلام دين نلتزم به لأنه دين ولأننا ندین به الله عز وجل، ولو أن هذا الإسلام أمرنا أن نقتل أنفسنا، لكان واجباً علينا أن نفعل ذلك لأن الله تعالى يقول: (وإذ قال موسى لقومه یا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم، ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكــم إنه هو التواب الرحيم. ألم يكن واجباً ساعتها على بني إسرائيل الذين أمرهم نبيهم أن يفعلوا هذا الأمر أن يفعلوه؟ بلى إنه أمر من عند نبيهم الذي هو مأمور من عند ربه، فنحن - وهذا أضربه مثلا ـ لو فرض علينا الإسلام أن نقتل أنفسنا لكان واجباً علينا أن
-
نفعل، ولكن الإسلام لم يفرض علينا أن نقتل أنفسنا فرض علينا أن نحييها بالإيمان، فيجب أن نلتزم بالإسلام لأنه دين من عند الله، ولأنه الحق من عند
- 169-