انماط التفكير الاستراتيجي واثرها في اختيار مدخل

طارق شريف يونس محمد

کتاب کا متن

تصویری کتاب

تمهید يعد البحث في أنماط التفكير الاستراتيجي وما تؤول اليه من مواقف قرارية بحثاً : فلسفياً مستقلاً يتسم بالحداثة النسبية. ويجد الباحث في المستمدات المعرفية للبعد القراري والبعد الفكري بأن ثمة محاولات عديدة دارت بين البحث في التفكير والعقل تارة والسلوك والمواقف القرارية تارة أخرى. ومن حسن الطالع باتت عملية الربط بين أنماط التفكير واختيار مدخل محدد في اتخاذ القرار ممكناً في اطار ميدان الادارة الاستراتيجية. ومهد هذا الامر الى امكانية الخوض في رصد معالم محددة على مستوى التنظير قد ينطوي عليـهـا فــرز أساليب تعنى بالعلاقة والتأثير في اطار تكاملي .
إن الاسهام البحثي في هذا الاطار مازال مبثوثاً في ثنايا الفكر الاداري والنفس / اجتماعي والفسلجي دون احاطته بنسق تتكامل فيه الرؤى واستضاءة المجهول بالمعلوم. ولذلك نسعى في هذا البحث الى بلورة آفاق العلاقة المنطقية وتأصيلها لبلوغ نمذجة العلاقة بين مداخل اتخاذ القرار الاستراتيجي وأنماط التفكير المرتبطة به .
.
وفي سياق الرؤية الشمولية لتلك العلاقة فإن محور التنظير لهذه المسألة يعد ضرورياً لمحور القياس والتطبيق والتحليل. فضلاً عن لزوم تأصيل المفاهيم الاستراتيجية لموضوعات البحث ضمن أنساق معرفية وصولاً إلى أعطاء المصطلحات والمفاهيم مضمونها واعادة ربطها بوسطها الذي نشأت فيه ونمت .
يثير البحث اهتمامات واسعة من أهمها مايأتي : أولاً : التنويه عن ظاهرة "الحراك "المفهومي" إذ يعني ذلك عملية تبادل المراكز فيما بين المصطلحات على مستوى الفكر الاستراتيجي. إذ أن بعض المفاهيم تتبادل المراكز فيما بينها بحيث يصبح المفهوم الفرعي مفهوماً أصلياً والمفهوم الرئيس مفهوماً فرعياً. وتتجلى هذه الاهمية في تبيان الوظيفة التي يقوم
بها المفهوم وموقفه من النسق المعرفي الذي ينتمي .
ثانياً : تأطير مفاهيمي يستند الى تحليل محتوى الطروحات في مجال علم المنظمة والادارة الاستراتيجية على أساس من تكامل الافكار والفلسفات ويسهم ذلك في توجيه الاهتمامات الخاصة بالبنية التنظيمية وفقاً لاختصاصات الموقع القيادي في اطاره الاستراتيجي.